مقدمة
تتوزع الفلسفة على ثلاثة مطالب أساسية؛ أولها المتطلبات النظرية، ومن أهمها المراجعة النقدية لأهم الأنساق الفكرية والثقافية التي تشكل أساس رؤيتنا إلى العالم وتصورنا لوضعنا فيه؛ وثانيها متطلبات عملية؛ يرتبط جلّها بالسعي إلى استشكال الوجود النظري والاجتماعي والتفكير في أسئلته انطلاقا من مرجعيات فلسفية كان لها كبير الدور في بلورة فهم معقول لمثل تلك الأسئلة؛ وثالثها متطلباتٌ ينسجم فيها كلا المطلبان، إذ تتخذ صيغة تركيب بين الهاجسين النظري والعملي، فيهيمن عليها السعي إلى التنسيق بين المعارف والقيم من جهة، وبين النظرية والتطبيق من جهة أخرى. وحينما نتساءل كيف يمكن أن تكون هناك “فلسفة عظيمة؟”، فسيكون علينا أن نجيب مع فانسان سيتو Vincent بالقول إنها تلكَ [الفلسفة] التي تجتمع فيها كل هذه المتطلبات.
انطلاقا من هذا التقسيم يمكن القول إن المطلوب هو الانسجام بين الجانب النظري، المفاهيمي والفكري كما يمكن أن يستمد من تاريخ الفلسفة، وبين الجانب العملي الذي يوسع الباب أمامنا للتفكير في قضايا الاجتماع والسياسة والأخلاق والعيش المشترك. لكن، الحقل الفلسفي المعاصر لم يعد مؤثثا بالمباحث التقليدية الكبرى للفلسفة، وإنما بات مجالا للتفكير في أسئلة لا أحد يجادل في جِدّتها وحساسيتها بالنسبة إلى الإنسان المعاصر. وحتى الأسئلة العتيقة، تلك المرتبطة بالسياسة والعدل والفضيلة والواجب والحرية والوجود، إنما باتت تطرح في سياق وعي متوتر بوجود فجوة تفصل أزمنتنا هذه عن التراث الفلسفي ومقولاته الكبرى.
ولا مرية في أن سؤال التقدم يبقى على رأس أسئلة مهمة تحظى بالأولوية الفلسفية اليوم. فإن هذا المفهوم استطاع أن يفرض نفسه اليوم حتى على عتاة نقاده. إن ما يعنينا من التفكير في التقدم، والارتفاع به إلى مستوى الرهان الفلسفي، هو التساؤل عن مدى قدرة الفلسفة اليوم على الإسهام في تقدم المجتمعات الإنسانية وتطورها، خاصة أمام المنافسة الشرسة التي يفرضها عليها تصاعد ضروب أخرى من المعرفة الإنسانية غالبا ما يرى فيها خصوم الفلسفة دليلاً قويا على نهاية الفلسفة وموتها، كما هو الشأن بالنسبة إلى تطور العلوم الاجتماعية، والإنسانية، وما يعرفه اليوم الذكاء الاصطناعي من ثورات غير مسبوقة تفرض علينا إعادة ترتيب أوضاع تصورنا للإنسان نفسه. كما أن الوعي المتزايد بخطورة العامل الاقتصادي، وتحوله إلى مدماك للعولمة المتوحشة، أدى إلى انفتاح الفلسفة على الاقتصاد ومجالاته المعرفية.
أمام هذا الوضع لابد من التساؤل عن قيمة الفلسفة في السياق العربي – الإسلامي وتحدياته الكبرى. ومن هنا ينظم مركز الدراسات الفلسفة الفلسفية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، يومي 6 – 7 فبراير 2024م مؤتمره السنوي تحت عنوان ” الفلسفة ورهان التقدم النظري والاجتماعي”، ويدعو إلى التفكير فيه من خلال المحاور الفلسفية التالية؛
محاور المؤتمر
المحور الأول: مفهوم التقدم: الدلالات والإشكالات.
يقف هذا المحور على الطابع المفاهيمي والإشكالي الذي يثيره مفهوم التقدم في:
*الفلسفة الإسلامية* *الفكر العربي المعاصر* *الفكر العربي*
المحور الثاني: السياقات الإبستمولوجية.
الفلسفة والتقدم؛ بحثاً عن ‘‘نموذج تركيبي’’ للعقلانية الفلسفية. من خلال تناول نموذج التقدم العلمي، الحديث والمعاصر، وأثره في تصور الفلسفة لمفهوم التقدم الاجتماعي. مع الالتفات إلى السوسيولوجيا ونموذج العقلانية لفهم المجتمعات الحديثة. وكذا التقنية والذكاء الاصطناعي والتقدم.
المحور الثالث: السياقات الإيتيقية والجمالية.
المنظور المعياري للتقدم، بحثا عن الفن أو الرؤية الجمالية للتقدم، وكيف يسهم الأدب والموسيقى والسينما في صناعة وتطوير الفكر الفلسفي؟
المحور الرابع : التقدم والمواطنة: الإشكالات الراهنة.
الفلسفة والمجال العام، من خلال التساؤل عن دور الفلسفة والدين اليوم في المجال العام، من خلال تناول الفلسفة ورهان تعزيز الدولة الوطنية: وانتشار القيم الكونية، وتطور العولمة ومفعولها في تصورنا للفضاء العمومي، والمواطنة، والسلطة، والدولة.
المحور الخامس: التقدم وإشكالات الإنسانية المعاصرة: مفهوم الإنسان؟
الإنسان اليوم كموضوع للتفكير، مع الوقوف عند إسهامات الاجتهادات المعاصرة في صياغة مفهوم الإنسان من منظور الإنتروبولوجيا الفلسفية؟ وكذا المشكلة التي تطرحها المناهج المعاصرة في فهم الانسان؟
المحور السادس: ماذا بعد التقدم؟
في نقد التقدم، ويقترح تناول هيمنة الاقتصاد على مجالات الثقافة والفنون والآداب، ومعالجة قضايا الدفاع عن البيئة وحماية كوكب الأرض.
أهداف المؤتمر
- إبراز البعد الإشكالي لمفهوم التقدم، مع إمكانية صياغة فهم ممكن، ومعقول له، كما تحتاجه مجتمعاتنا المعاصرة.
- تحديد موقع النظر إلى إشكاليتنا والسياق الثقافي الذي ننطلق منه في فهمها. وخاصة مع الوجه الذي يظهر به التقدم كمعضلة أخلاقية، ومعضلة دينية.
- الدفاع عن نموذج من العقلانية تهيمن عليه النسبية والانفتاح على مختلف القطاعات المعرفية المسهمة في بلورة معقولية فكرة التقدم في السياقات المجتمعية المعاصرة.
- العمل على تحيين القيم والمبادئ الأخلاقية لحماية الانسان والأرض من نتائج التقدم التقني.
شروط المشاركة
- أن يرتبط البحث بأحد محاور المؤتمر وموضوعاته.
- أن يكون البحث أصيلاً محققًا لشروط المنهجيّة العلميّة، وألّا يكون قد سبق نشره بأية وسيلة نشر أو تقديمه إلى مجلة أو مؤسسة أو مؤتمر آخر.
- تقبل البحوث باللغة العربيّة واللغة الإنجليزية مرفقًا بها ملخص باللغتين.
- ألّا يقل عدد صفحات البحث عن (20) صفحة، وألّا تزيد على (30) صفحة.
- يطبع البحث على الحاسوب بخط نوع (Times New Roman) وبمسافة مزدوجة بين السطور حجم 14.
- ضرورة اعتماد دليل توثيق جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في الأبحاث العلمية.
- تخضع البحوث للتقييم العلمي المعتمد في المؤتمرات الدولية.
اللجنة العلمية للمؤتمر
- د.نجلاء النقبي نائب مدير الجامعة لقطاع الشؤون الأكاديمية
- أ.د رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي
- أ.د إبراهيم بورشاشن مدير مركز الدراسات الفلسفية
- د.صابرين زغلول عضو في مركز الدراسات الفلسفية
- د. فتحي انقزو عضو في مركز الدراسات الفلسفية
- د. سليمان الظاهر أستاذ في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
تواريخ ومعلومات مهمة:
- تعقد أعمال المؤتمر يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 6 – 7 فبراير 2024.
- آخر أجل لإرسال الملخصات والسيرة الذاتية والصورة الشخصية ذات جودة عالية واستمارة التسجيل ونسخة من جواز السفر: 2 يوليو 2023.
- تاريخ الرد على أصحاب الملخصات المقبولة: 17 يوليو 2023.
- آخر أجل لتسليم الأوراق البحثية كاملة: 30 سبتمبر 2023.
- يُبلّغ المشاركون بالموافقة على أوراقهم البحثية قبل 15 أكتوبر 2023..
- تخضع الملخصات والأوراق البحثية للتحكيم من قبل لجنة مختصة.
- قبول الملخصات لا يعني بالضرورة قبول المشاركة.
- تنشر الأوراق العلمية المجازة من لجنة التحكيم بواسطة إدارة مركز الدراسات الفلسفية.
- لن تقبل الملخصات والأوراق البحثية بعد التواريخ المحددة.
- لن تقبل الأوراق البحثية المرسلة بغير رابط التسجيل أو البريد الإلكتروني.