يطيب لي أن أرحب بكم في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أول جامعة متخصّصة في العلوم الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تلك الجامعة التي استطاعت خلال فترة وجيزة أن تقوم بدور رياديّ وبارز في خدمة العلوم العربية والإنسانية بمختلف مجالاتها داخل هذه الدولة المباركة وخارجها.
وتعمل جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية من خلال برامجها الأكاديمية المتنوعة وفق توجيهات القيادة الرشيدة الرامية إلى ترسيخ مفاهيم التعايش السلمي والتسامح والحوار الهادف مع الآخر، وهي قيم فاضلة تعكس رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء حضارة إنسانية تجمع بين التفرد والتميز.
وتسعى الجامعة في الوقت الحالي إلى استكمال مسيرة برامجها النوعية الجامعية والعليا في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والعربية والدراسات الإسلامية والفلسفية، من خلال رؤى تناسب الواقع المجتمعي والديني وتقدم نظرة شاملة متسامحة مبنية على القيم والأخلاق المثلى، وتتسم بالدوام والتوازن، وهو ثمرة من ثمار القناعة بأن الحوار والتفاهم هما السبيل الرئيس للتعايش الإنساني والازدهار الحضاري بشتى صوره وأنماطه الكفيلة بحفظ الحقوق، وأداء الواجبات. كما تعكس برامج الجامعة المتميزة الجهود التي يبذلها الأكاديميون، والمراكز البحثية التابعة للجامعة من أجل بناء معرفة رصينة، وثقافة واعدة تخدم البشرية جمعاء.
ونحن اليوم نزداد حبوراً حين نقف على إنجازات هذه الجامعة الرائدة التي شَرُفَت بحمل اسم سيدي رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله ورعاه- ذلك الاسم الذي يشكل وسام فخر لكل منتمٍ لهذا الوطن المعطاء، وتاجاً يطوّق رؤوسنا بالوقار والتقدير، كما أننا نباهي بالقيم الإنسانية التي يحملها هذا الصرح العلمي الذي يعكس رؤية سموه الفذة.
من هذا المنبر أقدم من الشكر أجزله، ومن الثناء أعلاه وأكرمه لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله- على دعمه غير المحدود لمسيرة العلم والتعليم، وتوجيهاته السامية الواعية التي تهدف للارتقاء بمخرجات المؤسسات التعليمية، وجعلها منارة من منارات الفكر، ومقصداً للعلماء والمفكرين، ومنبراً يشع علماً وثقافة، ومحركاً أساسيا لبناء اقتصاد متين قائم على المعرفة وإعلاء راية العلم والإبداع.