في اللغة العربية بعنوان:
إن اللغة العربية لغة الفن والثقافة والحضارة والقيم النبيلة. ولا أدل على ذلك مما تتضمنه مختلف النصوص التشرية والشعرية قديما وحديثا من زخم قيمي ومضامين راقية تخاطب الوجدان، وتعزز صدق المشاعر الإيجابية والإيحاءات الأسلوبية الرائقة، المعبرة عن الذات والأخر والحياة بشكل عميق موغل في الجمال الفني والحش الاجتماعي والثقافي والإبداع الأدبي واللغوي. وما فتئت تسهم في بناء خطاب فني وتواصلي على مدار العصور، يختزن جملة القضايا المفصلية المتعلقة بقضايا الأدب (شعرا ونثرا) وموضوعات اللغة والنقد هذا من جهة، وبالمقولات الأخلاقية والفكرية والقيم الإنسانية السامية، وكل ما يهم الإنسان في جانبه الوجداني والروحي والثقافي والفكري من جهة أخرى.
ومن ثمة فإن هذه اللغة تسعى لتبرز لنا وجهها المشرق والمشرف الذي هيرها لغة شريفة ولطيفة تبث روح تلك القيم النبيلة وعناصر الانتماء الحضاري-بما تختزنه من حمولات دلالية وبلاغية وأدبية ونقدية-، في مختلف النصوص الأدبية الإبداعية والممارسات اللسانية، بحيث يتشكل لدينا من خلال ذلك- نسق متكامل تظهر فيه اللغة العربية والقيم الإنسانية كثنائية جسمها الأدلة اللغوية وروحها الإنسان بكل ما يحمله من زخم فني وأخلاقي وثقافي وحضاري وتاريخي، ومن ثمة نجد اللغة العربية تكشف لنا عن أرصدة معتبرة ذات قيم فارقة أدبيا ولسانيا وإنسانيا.